هل يكلف الرئيس النمساوي زعيم الأحرار اليميني في حالة فوز حزبه؟

في عام 2017 ، أدي هيربرت كيكل زعيم الأحرار اليميني اليمين الدستورية كوزير للداخلية أمام الرئيس الاتحادي ألكسندر فان دير بيلين .
فهل يكلف الرئيس، كيكل بتشكيل الحكومة في حالة فوزالأحرار بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في التاسع والعشرين من سبتمبر الجاري؟
في استطلاع أجراه معهد أونكيو ريسيرش لصالح صحيفة ” هويتا” شمل 800 شخص في الفترة من 5 إلي 11 سبتمبر“ عن طريق النت والهاتف ( بنسبة تذبذب 3.5%)، الخاضعين للمسح عن رأيهم في موقف رئيس الدولة في حالة لم يكلف الرئيس كيكل بتشكيل الحكومة فكانت النتائج كالتالي:
ثلثا الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون محاولة الفائز في الانتخابات تشكيل حكومة قابلة للحياة – كما كان الحال لعقود من الممارسة السياسية الحية.
21 % فقط يشاركون وجهة نظر فان دير بيلين. بعدم تكليف الأحرار بتشكيل الحكومة ومن المثير للاهتمام أنه لا توجد مجموعة واحدة من الناخبين ضد التلقائية أي ضد تكليف كيكل.
أن أنصار حزبي الشعب والأحرار هم الأكثر جزما في تأييد تكليف الحزب الذي حصل على أقوى الأصوات.
38 % من المتعاطفين مع الخضر يؤيدون “بالأحرى” الفائز في الانتخابات هو الذي يشكل بالحكومة. بينما يريد 26٪ القيام بذلك “بالتأكيد”.
كما يريد ناخبو الاشتراكي ونيوز أن يشكل رقم واحد حكومة بأغلبية واضحة.
ويبقى أن نرى ما إذا كان هربرت كيكل سيفوز بالفعل في الانتخابات وإذا كان الأمر كذلك، فبأي هامش. ثم سيتضح ما هي إشارات الدخان التي تأتي من القصر الرئاسي في هوفبورغ وما إذا كان ألكسندر فان دير بيلين يضع هذا المسح في الاعتبار.
ونري ان رئيس الجمهورية في حيرة بين تكليف كيكل في حالة فوز حزبه بأقوي الأصوات وبين تحييده وتكليف الشعب برئاسة المستشار الحالي بالتكليف، والمتوقع له أن يكون في المركز الثاني..
قد يتبع الرئيس موقف يجمع بين ماهو واجب وبين اتخاذ احتياطات تبدد مخاوف البعض من اليمين المتطرف وتأثيره علي الأمن والسلم الاجتماعي في البلاد.
ونتوقع أن يكلف الرئيس، كيكل بالتشكيل في حالة فوز الأحرار بالمركز الأول بشرط أن يبدد مخاوف البعض من اليمين المتطرف كما حدث عام 2000، حيث حصل الرئيس علي تعهدات كتابية بالتمسك بالمبادئ والقيم الأوروبية وغيرها من الأمور التي تثير مخاوف المواطنين.
وإن لم يفعل الرئيس ذلك فستدخل البلاد في أزمة سياسية، لايعلم مداها إلا الله، لاسيما أن كيكيل لم ينتقد جماعة الهوية( النازيون الجدد)، ولم يتنصل منهم، ماجعل مجموعة الضغط( النخبة المثقفة) تطالب المرشحين والأحزاب( 1500 مرشح) بالتعهد كتابيا بعدم التحالاف مع الأحرار وكيكل.
ولأن كل الأحزاب أعلنت أنها لن تتحالف مع كيكل لاسيما فيما يخص موقفه المتشكك في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلي موقفه المؤيد لصديقه المجري رئيس الحكومة فيكتور أوروبان الذي يعمل ضد مصالح النمسا، بشأن تمرير اللاجئيين إلي الحدود النمساوية وفرض ضرائب مرتفعة علي الشركات الأجنبية بما فيها النمساوية.فضلا عن تصرفه بشكل منفرد في الأزمة الأوكرانية لصالح روسيا علي ضوء إعلانه رفضه لدعم الاتحاد أوكرانيا عسكريا وماديا.زد علي ذلكعدم تنصله من مجموعة النازيون الجدد.
في هذه الحالة سيكون الأحرار بمفرده لايجد من يشاركه التحالف ويخلو الطريق للمستشار الحالي كارل نيهامر للتحالف مع الاشتراكي وربما نيوز أيضا معه لتحقيق الأغلبية التي تكفي لتمرير القوانين في البرلمان.
التليفزيون المصري الأوروبي/ صحافة