مسلسل اغتيال الرؤساء مازال مستمرا
رد فعل مسؤولي النمسا علي محاولة اغتيال الرئيس ترامب

كما تحدث النائب فيرنر كوغلر (الخضر) “يجب رفض أي شكل من أشكال العنف في السياسة بأقوى العبارات الممكنة ، بغض النظر عمن يتم توجيهه ضده. إن الهجوم المسلح على المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية في منتصف الحملة الانتخابية جريمة بشعة. هذه محاولة متعمدة للتأثير على أحد أهم الصراعات في الديمقراطية – الحملة الانتخابية – بطريقة إرهابية”.
فيما أرسل زعيم الأحرار اليميني (FPÖ) هربرت كيكل بيانه الصحفي الخاص حول الأحداث: “أدين هذا العمل الجنوني بأقوى العبارات الممكنة. آمل أن يتم توضيح جميع ملابسات هذا الهجوم بسرعة وبشكل كامل. أي شخص يهتم بالديمقراطية سوف يراها بنفس الطريقة. كل التوفيق لدونالد ترامب وعائلته وشعب الولايات المتحدة. عسى أن يوجه العقل والحكمة مصير جميع الجهات الفاعلة في هذه الأوقات الصعبة”.
وكان الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريجان تعرض لمحاولة اغتيال مساء يوم الأثنين 30 مارس 1981 خلال خروجه من فندق الهيلتون بالعاصمة الأمريكية واشنطن. كان ذلك بعد 69 يوما من فوزه بالانتخابات وتوليه الرئاسة.
جرت المحاولة حينما خرج ريجان من الفندق متوجها إلى سيارة الليموزين التي كانت في انتظاره، وخلال ذلك قام جون هينكلي جونيور بإطلاق 6 رصاصات من مسدس روم آر جي-14 باتجاه ريجان جميعها لم تصبه. الرصاصة الأولى أصابت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جيمس برادي برأسه، الرصاصة الثانية أصابت ضابط الشرطة توماس دليلاهانتي برقبته في حين تجازوت الرصاصة الثالثة ريجان لتضرب نافذة مبنى مجاور في الشارع. في أثناء ذلك قام جيري بار من مجموعة حراسة الرئيس بدفع ريجان إلى سيارة الليموزين في حين أطلق هينكلي رصاصته الرابعة على تيموثي ميكارثي من الحراسة حيث حمى الرئيس بجسمه فأصيب برصاصة ببطنه، أما الرصاصة الخامسة فقد أصابت زجاج سيارة الليموزين المضاد للرصاص في حين أرتدت الرصاصة السادسة والأخيرة من بدن الليموزين المصفح لتخترق أسفل الذراع اليسرى لريجان ولتستقر في رئته قريبة من القلب. لم يحكم على هينكلي بالإدانة بسبب جنونه وأودع في مصحة للأمراض العقلية أقام فيها حتى خروجه منها في 10 سبتمبر 2016.
أما الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي اغتيل بطلق ناري أثناء تنقله ضمن موكب سيارات في سيارة ليموزين مفتوحة في دالاس، تكساس، الساعة 12:30 مساء بتوقيت أمريكا يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963، كما أصيب حاكم تكساس جون كونالي بجروح، ولكنه نجا فيما بعد. في غضون ساعتين بعد الحادثة، قُبض على المدعو لي هارفي أوزوالد لقتله رجل شرطة في دالاس اسمه جي. دي. تيبيبت واستجوب في ذلك المساء. أحيل أوزوالد بعد الساعة 1:30 صباحًا بقليل يوم السبت 23 نوفمبر إلى المحكمة بتهمة قتل الرئيس كينيدي أيضًا. في يوم الأحد، 24 نوفمبر، وتحديدًا في الساعة 11:21 صباحًا، قتل جاك روبي، وهو مالك ناد ليلي وله صلة مع المافيا، أوزوالد بينما كان يجري نقله من سجن المدينة إلى سجن المقاطعة.
في الشرق الأوسط خاصة في مصر تعرض الزعيم جمال عبد الناصر لمحاولة اغتيال مازالت محل جدل، وتعرف بحادث المنشية، وذلك يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1954، حين قام متهم يدعى محمود عبد اللطيف بإطلاق 8 رصاصات تجاه عبد الناصر -الذي كان وقتئذ رئيسا للوزراء- أثناء إلقائه خطابا في منطقة المنشية بالإسكندرية، أسفرت عن إصابات في الحضور، بينما نجا منها عبد الناصر ليلقي كلمات انفعالية حماسية في الحاضرين.
وواصل عبد الناصر إلقاء خطابه، قائلا “أيها الرجال فليبق كلٌ في مكانه، حياتي فداء لمصر، دمي فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار”.
في مصر أيضا،كان اغتيال الرئيس محمد أنور السادات أو حادث المنصة، خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981 احتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر 1973. نفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص لاحقاً في أبريل 1982. وعقب الاغتيال تولى صوفي أبو طالب رئاسة الجمهورية مؤقتا لمدة ثمانية أيام وذلك من 6 إلى 14 أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسني مبارك رئيساً للجمهورية.
وفي المملكة العربية السعودية، لم يكن اغتيال الملك فيصل حادثة استثنائية في تاريخ المملكة فحسب، بل ومأساة غامضة طالت شخصية كبرى ارتبط اسمها بقرارات ومواقف حاسمة أبرزها قطع إمدادات النفط عن الغرب عام 1973.
دارت أحداث الاغتيال صبيحة 25 مارس 1975 خلال مراسم استقبال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في الديوان الملكي بالرياض.
في تلك الأثناء هرع شاب فجأة وشهر مسدسا، وهرول في اتجاه وزير النفط الكويتي، ثم أطلق ثلاث رصاصات، خر بعدها الملك فيصل على الأرض والدم ينزف منه بغزارة.
أصابت الطلقة الأولى وجه الملك فيصل والثانية رأسه والثالثة أخطأته، وتمكن الحرس بصعوبة من السيطرة على القاتل الذي تبين أنه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود. نقل الجريح على عجل للمستشفى لكن الملك فيصل فارق الحياة بفعل الرصاصة الأولى التي اخترقت أحد الأوردة.
وأعلنت السلطات السعودية في البداية أن القاتل مختل عقلي، إلا أن المحكمة وجدت أنه مسؤول عن تصرفاته وقت عملية الاغتيال، وحكمت عليه بالإعدام، وقد نفذ الحكم بقطع رأسه بالسيف أمام جمهرة من الناس في الساحة الرئيسة بالرياض في 18 يونيو 1975.
الرئيس الراحل محمد حسني مبارك تعرض لخمس محاولات اغتيال خلال سنين حكمه الثلاثين، لكن أشهرها حادث أديس بابا عندما هبط من الطائرة وتوجه مع موكبه لمكان المؤتمر، واعترضته سيارة زرقاء في منتص الطريق لكن طاقم الحراسة أخذ مكانه وتعامل مع الإرهابيين وتم قتلهم.جاء ذلك في الوقت الذي كان فيه زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامه بن لادن يعيش في السودان بحماية تنظيم الاخوان المسلمين الدكتور حسن الترابي ورئاسة السودان المشير عمر البشير.
هذه حلقة صغيرة من مسلسل اغتيال الرؤوساء والزعماء بسبب اختلاف المواقف السياسية والذي لايزال مستمرا.
التليفزيون المصري الأوروبي