أخبار العالماخبار عالميه واوروبيهالإتحاد الاوروبىالنمسا

في تصريحات إذاعية خاصة:الباحث والخبير في الشأن الأوروبي حسام شاكر:

أوروبا مرتبكة وتتصرف بشكل غير فعال في السياسة الدولية

 

راديو العرب من فيينا

 قال الباحث والخبير بالشأن الأوروبي حسام شاكر، أن الحرب التي شنت علي إيران مثلت اختبارا للمواقف الدولية، وأظهرت أن

الدبلوماسية الأوروبية تواجه معضلة حقيقية، حسب تطورات الحرب علي إيران والحرب في غزة والأزمة المتعلقة بأوكرانيا.

وأضاف في تصريحات إذاعية خاصة لنا،أن الأوروبيين كانوا في حالة حوار مع الجانب الإيراني قبيل قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة مباشرة لمنشأت إيران النووية.

ويري شاكر أن الأوربيين عمليا يغردون خارج السرب ويتصرفون بشكل غير فعال في السياسة الدولية، وأن حليفهم الأمريكي لايقيم لهم وزنا في الواقع.

فضلا عن أن الدبلوماسية الأوروبية الجماعية، يتابع شاكر، كانت غائبة طوال عشرين شهرا ويزيد من حرب غزة، التي يعتبرها حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي وسياسة تجويع. وأوضح أن الأوروبيين لم يعبروا عن موقف متماسك محدد فيما يتعلق بتطورات فلسطين وغزة ولم يقدموا أي مبادرة فعالة في اتجاه دبلوماسي لإنهاء الحرب، بل شارك كثير من أقطابه في تأجيج الحرب وتوفير الذرائع لعدوان الاحتلال علي الشعب الفلسطيني.

ونوه إلي أن الموقف الأوروبي الجماعي الذي ينادي بوقف لإطلاق النار في غزة تأخر، نصف سنة كاملة تقريبا منذ اندلاع حرب السابع مع أكتوبر .

وأضاف أن الأوربيين في تطورات قضية فلسطين عموما وفيما يتعلق بالعدوان علي غزة ،عمليا  لم يسجلوا حضورا دبلوماسيا حقيقيا، معتبرا أن وجود صياغات ولقاءات قام بها مسؤولون أوربيون عبر المنطقة أمر غير كافي، إلا أنه علي مستوي الصحوة الدبلوماسية الحقيقية، أشار الباحث إلي أن أوروبا لم تقدم أي مشروع حقيقي، ولم يشهد المراقبون لا ترويكا ولا رباعية ولا وفود جماعية أوروبية تقدم شيئا محددا من شأنه أن يلجم العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، بل تركزت الدبلوماسية الأوروبية حينها في اتجاه ماعرف من الحد من التصعيد أو منع انتشار الحرب في المنطقة، مايعني إبقاء الحرب دائرة في قطاع غزة ومحاولة منع انتشارها، مشيرا إلي أن ذلك كان مطلبا أمريكيا وإسرائيليا في حينها.

واستطرد شاكر، أن الدبلوماسية الأوروبية مرتبكة إلي حد كبير  فيما يتعلق بالتطورات في أوكرانيا، مشيرا إلي أن الأوروبيين تخندقوا في الخندق الأمريكي بمجرد غزو روسيا لأوكرانيا، حيث قطعوا علاقاتهم مع الجانب الروسي مباشرة، وفرضوا حزما متلاحقة من العقوبات علي الجانب الروسي، ولم يقدموا أي مبادرات دبلوماسية باعتبارهم أنهم  .

اتخذو موقفا عدائيا تجاه الغزو الروسي، ودعم أوكرانيا بشكل واضح.

ويري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرا معضلا لأوروبا، لأنه تبني موقفا مختلفا عن سلفه جون بايدن الذي سعي للتهدئة مع روسيا ولإنهاء الحرب في أوكرانيا، وترك الأوروبيين وحدهم ولم يستطيعوا أن يبلوروا مقاومة دبلوماسية جادة للتعامل مع الموقف، وكانوا ينتظرون ربما يؤدي الموقف الأوكراني إلي عدم الرضوخ في مواجهة  التوسع الروسي من جانب والإملاءات الأمريكية من جانب أخر.

وأوضح أن أوروبا الموحدة لم تتمكن من بلورة أي مقاومة دبلوماسية جادة فيما يتعلق بجميع الملفات، مشيرا إلي أن إن تطورات الحرب على إيران أظهرت أن الأوروبيين قد اصطفوا قبيل الحرب مباشرة في خندق الحرب على إيران، من خلال توفير الذرائع السياسية

لهذه الحرب، كما تبين من تصويت الدول الأوروبية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي استغله الجانب الإسرائيلي، وشن الحرب على إيران.ونوه إلي أن الأوروبيين اعتبروا أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها.رغم أنها الطرف الذي قام بشن الحرب، ولم يتحدث أحد عن حق إيران في الدفاع عن نفسها.

 وأضاف أن الأوربيين حددوا موقفا ضد احتفاظ إيران بالبرنامج النووي بدعوي سعيها لإنتاج سلاح نووي، ما أدي إلي فقدانهم امتياز دور الوساطة، خاصة بعد أن خرج ترامب في عام 2018 من اتفاق مجموعة 5+1 مع ايران عام 2015.

.وأشار إلي أن مباحثات جنيف كانت شكلية حيث تجاهل الأمريكيين تجاهلوها وذهبوا إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية وبالتالي اتضح بأن قرار الحرب وقرار السلم هو قرار أميركي ، حسب ما صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إعلان وقف لإطلاق النار. بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي،

واختتم الباحث حسام شاكر، مشيرا إلى أن أوروبا على مستوى الفعالية الدولية تراجعت كثيرا، وأن دبلوماسيتها عاجزة، وأنها ضحت بأدوار وسيطة لأهل المجتمع الدولي، و فقدت القدرة على إدارة علاقات متوازنة على الصعيد الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
translation»