خبير أمني : أوروبا ستخرج أقوي من كل الأزمات الحالية

لخص الخبير الأمني النمساوي فالتر فيختاينجر، رئيس مركز التحليلات الاستراتيجية بأكاديمية الدفاع، الوضع العالمي، موضحا أن
أوروبا حاليا عالقة في الواقع الجيوسياسي الجديد. وأعرب عن تفاؤله بأن أوروبا ستخرج “أقوى” من كل الأزمات الحالية.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “ديرستاندرد” نشر اليوم الجمعة، حول قدرة أوروبا القوية علي الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا، أن أوروبا الأن تنظم الدفاع التقليدي في إطار الناتو ويعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة.
وأشار إلي أن أوروبا حاليا ليست في وضع يسمح لها باستبدال القدرات التي خططت لها الولايات المتحدة سابقا لحالة طوارئ.
وعن التهديدات الروسية الحالية، قال هناك العديد، منوها إلي ضرورة إسقاط القوة الهجينة المتمثلة في الهجمات الإلكترونية، والأخبار المزيفة، بالإضافة إلي هناك الخطر التقليدي المتمثل في حروب الغزو كما هو الحال في أوكرانيا.
وتابع الخبيرالأمني أن أوروبا حاليا في وضع ضعيف، لكنه أكد أنه يمكن تحسين ذلك في غضون سنوات قليلة ، خاصة وأن الجيش الروسي ضعيف حاليا.
وأضاف أن أوروبا لديها عجز هائل في الردع النووي لأنها تعتمد بنسبة 100 في المائة على الولايات المتحدة .
وأوضح أن فرنسا وبريطانيا العظمى قوتان نوويتان، ولكن ليس بنفس النسبة مثل الولايات المتحدة أو روسيا. وأعرب عن اعتقاده القوي، أنه من المطمئن نسبيا أنه لم يكن هناك أي تلميح من الولايات المتحدة إلى أنها تشك في الردع النووي.
وحول سؤال عما إذا كانت أوروبا في حالة حرب مع الغرب، كما تعلن روسيا انها في حالة حرب مع الغرب، أشار إلي أن الأمر لايمكن وضعه علي هذا النحو.وحذر من التضخيم في استخدام كلمة حرب بهذه الطريقة.
وأضاف أن السياسيين لسنوات عديدة ، كانوا يفتقرون إلى الوعي بهذا الأمر، بما في ذلك في التعليم والجمهور.
وافترض فيختاينجر أنه إذا أصبح من الثابت في أذهان الناس أنه لا توجد حرب ولا تهديدات عسكرية ، فسيكون لذلك تأثير لفترة طويلة. مشددا علي ضرورة الانتباه بعناية إلى حقيقة أن الحرب ظاهرة يومية يجب أن الاستعداد لها.
وتابع أنه لاينبغي أن يؤدي ذلك إلى القلق، بل إلى فهم واقعي للأمن. معتبرا أن هذا هو حاليا التحدي الأكبر لدول أوروبا الغربية. مشيرا إلي أن الدول الواقعة على الحدود مع روسيا فهمت ذلك هذا منذ فترة طويلة.
وحول التساؤل عن ارتباط القوات المسلحة النمساوية بالحياة المدنية، قال الخبير النمساوي انه تم إبعاد القوات المسلحة عن الحياة اليومية لأطول فترة، مشيرا إلي أن هناك فترات تم فيها حظر الملصقات التي تظهر جنديا يحمل سلاحا، ولم يسمح إلا للجنود الذين يحملون مجارف الطين.
وعن سؤال حول استطلاعات الرأي التي تفيد بأن عدد قليل من الناس في النمسا على استعداد للدفاع عن البلاد في حالة الحرب، اعتبر أن هذه الاستطلاعات غير متمايزة لأن الذعر عامل حاسم، مشيرا إلي أنه في الوقت الحالي يسود الاعتقاد بأنه لا يوجد خطر من الحرب.
وعن حياد النمسا أو انضمامها لعضوية الناتو أو عدم انحيازها، أكد فيختاينجر أن جميع الخيارات مفتوحة، لكنه شدد علي ضرورة إجراء نقاش خول المفهوم الذي تريده النمسا وتحتاجه.
لكنه فضل الدعوة إلي نقاش مفتوح حول ملاءمة الحياد، سواء كان يجلب ما يتخيله الجميع، أو ما إذا كان يحمي البلاد- مشيرا إلي أن الدول الاسكندنافية أجرت هذه المناقشة لسنوات عديدة ثم اتخذت الخطوة من الحياد إلى عدم الانحياز لحلف شمال الأطلسي.