أخبار العالمإنتاج اذاعياخبار عالميه واوروبيهالإتحاد الاوروبىالنمسا

الباحث والخبير في السياسة الأوروبية حسام شاكر في لقاء للقسم الإذاعي

نشر أوروبا قوات عسكرية في أوكرانيا بدون مظلة أطلسية مخاطرة

 

الباحث والخبير السياسى حسام شاكر

القسم الإذاعي

قال الباحث والخبير في السياسة الأوروبية،  حسام شاكر، أن التحذيرات المتزايدة من جهات مختصة وهيئات حكومية وخبراء في عدد من  الدول الأوروبية، مفادها أن أوروبا علي موعد مع حرب محتملة، في غضون سنوات قليلة قادمة علي ضوء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلي ان هذه التحذيرات سمعت من جانب جهات استخباراتية متعددة.

وأضاف في تصريحات خاصة للقسم الإذاعي بموقع التليفزيون المصري الأوروبي، أن التحذيرات يمكن فهمها من عدة جوانب، منها توجهات الحكومات لزيادة الإنفاق العسكري.

ومن جانب أخر والكلام لازال لشاكر، هناك قراءات تحذر من أن روسيا يمكن ان تقدم علي شن هجوم في العمق الأوروبي، كما هو الحال في ألمانيا وفرنسا ودول إسكندنافيا وغيرها.

وأوضح أن أوروبا تستشعر أن الحرب الجارية في أوكرانيا، تمثل تهديدا لأمنها وليس لأوكرانيا فقط.

 ويري أن الجديد في المشهد، هو فن الإدارة الأمريكية، حيث تخوض التحول الاستراتيجي فيما يتعلق بعلاقاتها مع روسيا، وموقفها من الحرب في أوكرانيا،  منوها إلي انها تشعر الأوربيين بأنهم مكشوفون، أمام أي مخاطر قادمة من جهة روسيا، وأن المظلة الدفاعية التي تقودها الولايات المتحدة الأمركية ليست مضمونة، وليست موثوقة بأنها ستكون حاضرة في حماية الأوربيين في لحظة الحقيقة.

وتابع أن سلوك الإدارة الأمريكية في الأيام الماضية فيما يتعلق بأوكرانيا، أشار بوضوح  إلي أن الولايات المتحدة لا تبدو متحمسة اليوم للإنخراط في مهام دفاعية عن أوروبا، وأنها معنية بتفقد أحوالها، ورعاية مصالحها. وأضاف أن تسوية الملف الأوكراني هي غير عابئة بمصالح الأوروبيين ومخاوفهم في هذا الشأن.  وأوضح أن أوروبا الأن أمام تحدي كبير. لأن تسوية الحرب الأوكرانية وفقا لبعض القراءات الأوروبية، يمكن أن تمثل تسكينا مؤقتا، ثم تعود الحرب من جديد، وبشكل ربما يكون أكثر ضراوة في غضون سنوات معدودة. وأضاف أن هذا الاحتمال يبني على التجربة السابقة فيما يتعلق  بواقع  2014. وتواصل اتفاقيات مينسك التي لم تفلح من بعد، في منع التطورات الروسية الأوكرانية. بدءا من سنة 2022. وعلى هذا الأساس يستطرد شاكر أن المخاوف الأوروبية قائمة من أن أي تهدئة او اي مفاوضات أو أي اتفاق  في أوكرانيا قد لا يكون نهاية المطاف، بل قد يكون مرحلة تليها  تصعيدات محتملة أو هجمات ما، أو توترات لاحقة تمس الأمن الأوروبي. وأشار إلي أن الجانب الآخر هو أن  توجهات بعض الدول الأوروبية القاضية بوضع قوات أوروبية في أوكرانيا وحدها لن تكون ضمانة لأمن أوكرانيا وأوروبا. من جانب آخر، ستجعل الأوروبيين علي احتكاك مباشر مع الروس في حال نشبت الحرب من جديد، مما يعيد السؤال عن توفر مظلة دفاعية أطلسية. ويواصل شاكر أن  الولايات المتحدة الأمريكية، تبدو معنية بأن تكون أي مهام أوروبية عسكرية في أوكرانيا تحت عنوان حفظ. سلام بمعزل عن حلف شمال الأطلسي، أي أنه لن تسير عليها  ترتيبات البند الخامس في ميثاق الحلف، الذي يقضي بأن أي دوله عضو بالحلف تواجه اعتداءا، فإن الحلف بكامله ينبغي عليه أن يحمي هذه الدولة ويتدخل. لصالحها. وحذر من أنه إذا تدخلت أوروبا في أوكرانيا ونشرت قوات هناك ضمن ترتيبات حفظ السلام بدون مظلة دفاعية أطلسية، سيمثل مخاطرة. وتوتر محتمل بين أوروبا وروسيا، ويقرب احتمالات الصدام أكثر من أن ينجح في فرض حالة ردعية في مواجهة روسيا، التي تتفوق علي أوروبا مجتمعة  في القدرة الإنتاجية العسكرية من حيث الكم. ونوه إلي أن هذا المعطى تبين في سياق الحرب مع أوكرانيا، مؤكدا علي وجود مشكلات بنيوية في القدرات الأوروبية على إنتاج الأسلحة والذخائر والتجهيزات العسكرية. وأضاف أن أوروبا  ككتلة مجتمعه لم تتطور لتحالف عسكري مستقل عن الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.وأشار إلي أن محاولة إيجاد تعاون مشترك بين الدول الأوروبية في المجال الدفاعي والعسكري ما زال متعثرا، ويواجه معضلات بنيوية تتعلق بطبيعة  وخصوصية كل دولة، ومدى الإنفاق العسكري والجاهزية لإدارة سياسات دفاعية مشتركة. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لم يجرب ذلك حتى الآن. وأعرب عن شكوكه في أن يكون قادرا على خوضه، بناءا على حقيقة أن التوجهات السياسية الخارجية والمصالح العسكرية لدوله سياساته ليست منسجمة بالكامل، ولا تبدو قادرة على أن تشكل وحدة موثوقة ومضمونة، مع تقلب الحكومات والاتجهات السياسية في عدد من العواصم الأوروبية. وافترض شاكر مختتما بأن الواقع الذي تواجهه أوروبا ليس مريحا لها، مشيرا إلي أنها  تعمل علي محاولة سباق مع الزمن لتعظيم القدرات العسكرية وزيادة الإنفاق التسلحي والدفاعي،  وإيجاد صيغ من التعاون المتبادل، رغم أنها  تدرك أن هذا كله في مجموعه لن يمثل بديلا عن المظلة الأمريكية التي

  تتصدى لحماية أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية..

موقع التليفزيون المصري الأوروبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
translation»