هل ستقسم أوكرانيا علي غرار النموذج الكوري؟
هل تلعب الصين دورا محايدا في إنهاء الحرب الأوكرانية؟

التليفزيون المصري الأوروبي
ما إن تم الإعلان عن انسحاب الرئيس جون بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام منافسه دونالد ترامب حتي دخلت الصين وهي دولة عظمي في المشهد الأوكراني. وعلي مايبدو أنها تريد لعب دور لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي شهر يوليو الماضي سافر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى الصين في أول زيارة له إلى بكين منذ بداية الغزو الروسي لبلاده.
الهدف من الزيارة كان استكشاف طرق لوقف العدوان الروسي ودور الصين المحتمل في تحقيق سلام مستدام وعادل، وفقا لوزارة الخارجية الأوكرانية،حسبما نشرت صحيفة بولتيكيا.
وبذلك تكون الصين قد وضعت نفسها كطرف محايد في حرب أوكرانيا، على الرغم من أنها تحافظ على علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع روسيا.
يتهم الحلفاء الغربيون لأوكرانيا، بكين بعدم إدانة الحرب والاستمرار في تزويد روسيا بالسلع التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية.لكن الصين تصف اتهامات الناتو لها بشأن الحرب في أوكرانيا بأنها خبيثة.
ومعروف أن الرئيس بايدن لعب دورا رائدا في الجهود الدولية لدعم أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، دعا الزعيم الصيني شي جين بينغ أيضا إلى مفاوضات سلام مباشرة بين كييف وموسكو خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ودعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل وقف إطلاق النار.
ووفقا لتقارير إعلامية ، قدمت الصين بالفعل خطة من اثنتي عشرة نقطة لإنهاء حرب أوكرانيا في فبراير 2023. ومع ذلك، انتقدت الدول الغربية هذه الورقة لأنها قد تسمح لروسيا بإبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها تحت السيطرة. كما كانت مشاركة الصين في مؤتمر السلام الأوكراني في سويسرا في شهر يونيو الماضي متوقعة، لكنها لم تتحقق.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن «الموضوع الرئيسي للمحادثات كان البحث عن طرق لوقف العدوان الروسي، فضلا عن دور الصين المحتمل في تحقيق سلام مستدام وعادل».
لكن الخبراء يحذرون من أن تنتهي الحرب في أوكرانيا بتقسيم البلاد. فقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى زعزعة استقرار أوروبا وأوكرانيا. ويرى المؤرخون أوجه تشابه بيين الحرب في أوكرانيا والحرب الكوروية..
فقد يسفر إنهاء الحرب في أوكرانيا عن تقسيم البلاد ، كما كان الحال بعد الحرب في شبه الجزيرة الكورية على الأقل وفقا لسفير سنغافورة السابق لدى روسيا ، بيلاهاري كاوسيكان.
عودة ترامب ستكون مدمرة لأوكرانيا
وصرح كاوسيكان،أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى إنهاء الولايات المتحدة دعمها العسكري لأوكرانيا ، مما سيؤدي إلى تقسيم البلاد حتما.
وقال كاوسيكان “أوروبا ليست في وضع يمكنها من ردع روسيا بدون الولايات المتحدة”.
وقد أعلن ترامب مرارا وتكرارا أنه يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة. لكنه ، حذر أيضا من أنه لن يدافع عن دول الناتو إذا لم تنفق ما لا يقل عن 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، مادفع دول كثيرة في الحلف علي رأسها ألمانيا.
وقد يكون وقف إطلاق النار علي حساب تقسيم أوكرانيا بشكل دائم على غرار الكوريتين شمالية وجنوبية.
فالحرب في شبه الجزيرة الكورية كانت منسية، لكنها ستعود إلي دائرة الاهتمام، حينما يتم وقف إطلاق النار في اوكرانيا دون سلام دائم.
ويرى المؤرخ الروسي ستيفن كوتكين فرصة لأوكرانيا في تقسيم قائم على النموذج الكوري. ورغم أن وقف إطلاق النار لن يقدم حلا طويل الأمد، فإنه قد يرسي الأساس لعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في المستقبل.رغم أنه لاتوجد شكوك في نوايا روسيا بالعودة لمهاجمة اوكرانيا لتعطيل عضويتها في الحظيرة الأوروبية، وليس مستبعدا أن تضم روسيا كل الأراضي الأوكرانية وهو ما اشار إليه ديمتري ميدفيديف مؤخرا إلي عزم موسكو لإخضاع كل الأراضي الاوكراني.
وسواء في ظل دور امريكي أو صيني، فإن الأوربيين عندما يشعرون بغيابهم كليا أو جزئيا عن المشهد سيحاولون لعب دور داعم عسكريا اكثر لأوكرانيا من الوقت الحالي رغم تخوفهم من اشتعال حرب شاملة.
والخلاصة أن النتيجة واحدة في ظل الرئيس ترامب المنتمي إلي نظرية السياسة الواقعية، او الصين الحليف الدائم لروسيا.