سياسة ترامب تتصدر ندوة بفيينا حول تاريخ ومستقبل الواقعية السياسية

خاص- التليفزيون المصري الأوروبي
نظمت الأكاديمية الدبلوماسية بفيينا مساء اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان تاريخ ومستقبل الواقعية السياسية، شارك فيها الدكتور روبرت شوبت رئيس الجمعية النمساوية للعلوم السياسية، هارالد إدينجر الباحث في جامعة كا فوسكاري في البندقية، نافينا هاسبر الطالبة بالأكاديمية الدبلوماسية، شارلوت إيلرز الطالب بالدراسات الدولية بالأكاديمية، ماثيو اسبيكتر زميل أول معهد الدراسات الأوروبية بجامعة كاليفورنيا، فيكتوريا تيليها الطالبة بالأكاديمية، وجودوك تروي الاستاذ المساعد بجامعة إنسبروك النمساوية، حضرها عدد من الدبلوماسيين والباحثين والمهتمين بالفلسفة السياسية والعلاقات الدولية.
تصدرت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مناقشات الندوة بشكل أساسي.
وقال رئيس الجمعية النمساوية للعلوم السياسية روبرت شوبت أن السياسة التي ولدها الرئيس السابق دونالد ترامب تلعب دور كبير في المناقشات حول الواقعية السياسية بشكل صحيح.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش كانت واقعيته مشبوهة حسب عدد قليل.
وتابع ” الواقعية السياسية التي يمكن تطبيقها في يومنا هذا كبيرة حيث نراها عند إنشاء منافستنا الوطنية في الداخل والخارج”.
وأوضح أن فكر الواقعية يواجه بانتقادات وهجوم حاد من الكثيرين الذين يؤيدون السياسة المثالية.
ونوه” العلاقات الدولية اليوم، هي علاقات دولية غريبة. فهي عدسة أو أذرع للعلاقات الدولية التقليدية”.
الندوة تناولت تعريف نظرية السياسية الواقعية والسياسة الدولية. وناقشت تاريخ نشأتها ومستقبلها وكذلك العلاقات الخارجية والفلسفة السياسية.
وأكد المشاركون أن مصطلح الواقعية السياسية يشمل مجموعة واسعة من الأساليب المنهجية والسياسية علي ضوء الفرق بين كل من النهج الليبرالي والراديكالي. ونوهوا إلي أمثلة متنوعة من السياسة الدولية الواقعية ، وأشاروا إلي ضرورة محاولة إعادة كتابة شريعة الفكر السياسي في القرن العشرين حتى المساهمات في مناقشات العدالة العالمية النابضة بالحياة.
واعتبروا في الوقت نفسه، أن الدولة التي تلجأ إلي السياسة الواقعية هي دولة عقلانية لأنها تستطيع حساب كيفية تحقيق المصالح للحصول على أقصى قدر من النتائج، وأنه يمكن لكل دولة تحسين قدرتها على حماية مصالحها من خلال تعزيز قوتها الوطنية لتحقيق أهدافها الوطنية وتحقيقها.
ويركزالنهج الواقعي علي افتراض أساسي بأن وجود الدولة القومية يتم تحليله من خلال سلوكها، على افتراض أن جميع صانعي القرار، أينما كانوا يتصرفون بنفس الطريقة عندما يواجهون نفس الموقف.
واعتبروا أن العديد من المفكرين واقعيين، مثل هيراقليطس، ثوسيديدس، نيكولو مكيافيلي، توماس هوبز، دونيلي، هول آند سليت. بالإضافة إلى ذلك ، يظهر العديد من السياسيين مواقف واقعية ، مثل الكاردينال دي ريشيليو وأوتو فون بسمارك وأبراهام لنكولن وشوارتز .
وقد وجدت هذه الآراء مؤيدين في العصر الحديث.وضربوا مثلا عمليا حيث كانت هناك تصريحات بأن التجارة الحرة قد لا يكون لها نتائج إيجابية لجميع البلدان، مشيرين إلي أن بداية إدارة ترامب في يناير 2017 تميزت بزيادة في الحمائية الأمريكية ، المصممة لتحفيز خلق وظائف جديدة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السوق المحلية بسبب ارتفاع التعريفات الجمركية على السلع المستوردة وانخفاض الضرائب على السلع المصدرة.
واعتمد ترامب على حقيقة أن الدول الأوروبية تحصل على فوائد بسبب زيادة حجم الإنتاج المحلي ، سواء بالنسبة للسوق المحلية أو للتصدير. ويمكن أن تؤدي الزيادة في عدد التدابير الحمائية التي أثارتها الزيادة الأخيرة في التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية إلى سلسلة من ردود الفعل في الدول المدرجة في سلاسل الإنتاج الدولية، بينما تضاف الآثار السلبية غير المباشرة إلى العواقب السلبية المباشرة لزيادة التعريفات الجمركية .
والواقعية السياسية هي مدرسة نظرية في العلاقات الدولية،تعني بتحليل السياسات الدولية أو السياسات الخارجية، و تضم مجموعة من الأفكار التي تدور حول ركائز أساسية أربعة وهي، السياسة الجماعية، الأنانية، الفوض، والقوة السياسية.
وظهرت الواقعية السياسية، كرد فعل علي تيار المثالية الذي برز كأحد الاتجاهات الفكرية لتحليل السياسات الدولية عقب الحرب العالمية الأولى (الفترة التي شهدت قيام عصبة الأمم) لبلورة المفاهيم الجديدة التي روج إليها المثاليون كمعايير لمدى توافق السياسات الخارجية للدول مع الأخلاق والسلوك المثالي المفترض أن ينتهجوه بما يتضمنه من أدوات لحل المنازعات والحد من الصراعات مثل الوساطة والمفاوضات والتحكيم والقضاء الدولي..
وحول تاريخ الواقعية السياسية، أوضح المشاركون أنها نشات من أعمال توماس هوبز الدولية،من خلال نهج ميكيافيللي بينما كان التأصيل الحقيقي للنظرية من خلال هانز مورجانثو في كتابه السياسة بين الأمم حيث أرسي فيها اهم مفاهيم الواقعية.