أخبار العالماخبار عالميه واوروبيهاخبار عربيهالنمسا

في مقابلة مع رئيس التحرير-الخبير السياسي والأمني النمساوي المخضرم فينر فاصيل أبند

بعد وصول ترامب للحكم..حول الأوضاع الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط

الدكتور فيرنر فاصيل أبند، الخبير السياسي والأمني المخضرم، وواحد من اهم صانعي القرار الأوربيين

.شغل منصب وزير الدفاع ثم، الرئيس الثالث للبرلمان النمساوي الاتحادي.

ونظرا لخبرته الطويلة في المجال السياسي والأمني، يترأس حاليا المعهد النمساوي للسياسات الأمنية

والشؤون الأوروبية، وكذلك الأكاديمة السياسية التابعة لحزب الشعب المحافظ، فضلا عن ترأسه غرفة

التجارة العربية النمساوية.

وجاء اللقاء علي النحو التالي:

بدأت مفاوضات جديدة بين حزبي الأحرار اليميني بزعامة هيربرت كيكل والشعب المحافظ بقيادة

الرئيس المؤقت للحزب كريستيان شتوكر، بهدف الاتفاق علي تشكيل حكومة جديدة، بعد أن فشلت

المفاوضات الثلاثية بين أحزاب الشعب والاشتراكي ونيوز إثر استقالة زعيمة نيوز بيتا مانيل رايسنجر،

تلاها استقالة المستشار كارل نيهامر من منصبه الرسمي وأيضا الحزبي.

كيف تقيم الوضع السياسي الحالي في النمسا؟

السياسة النمساوية تواجه وضعا جديدا تماما. بعد أن فشل المستشار السابق كارل نيهامر في تشكيل

حكومة ائتلافية جديدة بين ثلاثة أحزاب. فشل حزب الشعب النمساوي والديمقراطيون الاشتراكيون وما

يسمى بالحزب الليبرالي.

وبالتالي لم يكن هناك المزيد من المفاوضات بين هذه الأحزاب، ما جعل رئيس الجمهورية ألكسندر فان

دير بيللين، يكلف الزعيم اليميني هيربرت كيكل بتشكيل الحكومة.

فحزب الأحرار اليميني. ورغم أنه احتل المركز الأول في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أنه لم يتمكن

من المشاركة في الجولة الأولي لأن الأحزاب الأخرى لم تكن تريد التعاون مع كيكل.

لكن الوضع الجديد الأن، أن هيربرت كيكل بات من المحتمل أن يصبح المستشار المقبل للنمسا، وسيكون

الأمر كذلك بالتأكيد.

فالوضع جديد تماما لأنه حتى الآن، منذ الحرب العالمية الثانية، أي الجمهورية الثانية، يتم اختيار  المستشار

طيلة العقود الماضية، من بين حزبي الشعب والاشتراكي.

والأن يوجد حزب ليس وسطيا، بل حزباً يمينياً سيكون على رأس الحكومة النمساوية.

من المتوقع أن يسعي الطرفان، بعد مرور. 100 يوم بالضبط من بدء المفاوضات الأولي، يسعي الطرفان  إلي

تشكيل حكومة في وقت قريب جدا، ربما في نهاية هذ الشهر( معلومة).

ولا أعتقد أن يكون هناك مقاطعة للحكومة الجديدة سواء في الداخل أو علي المستوي الأوروبي مثلما

حدث بعد انتخابات عام ١٩٩٩.

 

ونظرا لحقيقة أن الحكومة ستكون إتلافية، سيكون لها سياسات سيتم تقيمها وتضمن الاستمرارية

للحكومة

.

أيام قليلة وسيتسلم ترامب منصبه، فماذا تتوقع فيما يتعلق بالعلاقة مع أوروبا وبالحرب في أوكرانيا؟

بالنسبة لأوروبا، المؤكد ان الانتخابات الأمريكية أسفرت عن بعض التغيير. وسوف تواجه أوروبا

تحديا، بحلول فترة ولاية ترامب الثانية كرئيس للولايات المتحدة، سواء اقتصاديًا وكذلك فيما يخص

السياسة الأمنية.

السؤال الأكثر أهمية، هو هل سينجح ترامب في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا خارج نطاق القوة،

نعم ولكن من وضع قوي.

لكن السؤال المهم، هل هناك استعداد من أوكرانيا لتقديم تنازلات كبيرة لبوتين ( في إشارة إلي

شبه جزيرة القرم).

وأعتقد أنك تعلم أن ترامب سيحاول إنهاء الحرب قريبًا جدًا، لكنه بالتأكيد لن يكون من موقف أضعف.

إلا أنه سيحاول أن يشير إلى أن هذه هي القضية الكبرى الأولى ذات الأولوية في رئاسته الثانية. وسيفعل

ذلك بطريقة تستحق الإشادة من معظم الناس، ليس فقط في أمريكا، ولكن أيضًا على الساحة الدولية.

 

سقط نظام أل الأسد بعد ٥٤ عاما علي يد جيش تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، فهل نحن أمام شرق

أوسط جديد؟

في الشرق الأوسط بالتأكيد هو وضع جديد. كما يواجه المجتمع العالمي أيضاً وضعاً جديداً تماماً. كان

الأمر غير متوقع. أن زعيم سوري( الشرع) يسقط علي يد المعارضة السورية التي أثبتت قدرتها على

التغلب على حكومة سوريا بأكملها، بشكل سريع ومفاجئ للجميع. وأيضا بالنسبة للمسائل السياسية، أثبت

حتي الأن القدرة علي توحيد البلاد، رغم أنه كان ينتمي لمنظمة القاعدة. فهو كان عضوا في جبهة

معارضة جذرية ضد الأسد، وفصائل أخري .

فالشرع مقبول عمليا من قبل كل الجماعات. في سوريا. وحدث اتصالات بين دول من الخارج، ليس فقط

من الدول العربية ، بل من الجانب الغربي أيضاً. حتى الآن وزيرة الخارجية الألمانية ونظيرها الفرنسي

ومن قبلهما الأوكراني وكذلك التركي.

وموسكو وفرت بشكل أو بأخر بعض الفرص، لنجاح الحكومة الجديدة. وبطبيعة الحال، فإن الاستقرار

ليس كبيرا. وبطبيعة الحال، تواجه البلاد مثل هذا القدر. من تحديات المشاكل الحقيقية وجود هذا العدد

الكبير من اللاجئين في سوريا داخل سوريا وخارجها.

و السؤال هل سيعودون؟ بالطبع هناك ديانات مختلفة في البلاد، السكان السنة والعلويون، والدروز

والأكراد والمسيحيين.

فحكومة تصريف الاعمال في وضع مستقر بالنسبة للسياسة الخارجية. وإذا نظرت إلى الوضع علي

الأرض، نجد أن إسرائيل احتلت بعض الأجزاء في جنوب سوريا مباشرة بعد هذه الثورة.

وبالطبع الوضع برمته في دول الجوار المحيطة ليس متطرفا. بل مستقر، فى لبنان، وكذلك الوضع بين

الحكومة الإسرائيلية والسكان العرب الفلسطينيين في الضفة الغربية وكذلك الوضع في العراق.

ويكون السؤال المهم هو ما إذا كانت هذه الحكومة قادرة حقًا على تحقيق ليس السلام فحسب، بل

الاستقرار طويل الأمد، وهو أمر ضروري. لجلب الاستثمارات من أفريقيا، وأسيا وأوروبا وأمريكا

والدول العربية بطبيعة الحال مع بعض التحديات.

 

لماذا لم يصدر وزير الخارجية النمساوي الساب، المستشار حاليا، ألكسندر شالينبيرج رد فعل بينما أعلنت نظيرته الألمانية

خلال زيارتها لدمشق أعلنت أن بلادها لن تقدم دعم مالي لحكومات إسلامية؟

نحن أمام تشكيل حكومة جديدة في النمسا. حيث أنه من غير الواضح من سيكون مسؤولاً في المستقبل

ومن أي حزب ومن سيكون مسؤولاً عن سياسة النمسا الخارجية.

لقد وصلنا إلى الموقف الذي ربما لم تتفاعل فيه النمسا، وبسرعة، كما هو معتاد في المواقف الجديدة،

سواء كان ذلك في سوريا أو في بلدان أخرى، ولكن يمكنك التأكد من أن النمسا لديها تقليد طويل جدًا في

التعامل مع منطقة الشرق الأوسط. في سوريا والعديد من البلدان.

ولكن سوريا، بالتأكيد بسبب موقعها الجغرافي المركزي، ستكون مفتاحًا، وبلدًا رئيسيًا أيضًا في العلاقة

بين النمسا. والشرق الأوسط .

وأنا متأكد من أنه بعد الانتهاء من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، فإن السياسة الخارجية والدبلوماسية

النمساوية، ستتخذ مبادرات جديدة من أجل تشكيل علاقة جديدة مع الحكومة السورية ( معلومة).

 

بعد سقوط الأسد، تشير التقارير، إلي هروب قيادات الجيش والاستخبارات السوريين، إلي شرق ليبيا

ومنطقة الساحل الأفريقي الذي يتطلع فيه الأوربيون للعب دور منافس للدور الروسي المتوغل هناك..

فما تعليقك؟

منطقة الساحل، تعاني من عدم الاستقرار مثل العديد من البلدان، وخاصة السودان.

وقد تغير الوضع في دول الساحل أيضا. وكان هناك بعض الاشتباكات مع القوات الروسية في هذه

المنطقة.

و بسبب الصراع في أوكرانيا حتى الآن، فمن الضروري قيام روسيا بإعادة قواتها إلى الوطن من أجل

تحقيق النجاح. في الحرب ضد أوكرانيا.

لقد تغير الوضع بالنسبة لهذ الحرب، ونحن الآن نتطلع إلى فرص جديدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة

بأكملها.

وما إذا كان هذا ممكنا أم لا. فبطبيعة الحال سيعتمد الأمر على المبادرات القادمة من أوروبا أو أمريكا،

أو آسيا، وخاصة من الصين.

وروسيا ستكون قادرة علي ذلك ، من أجل تجديد مشاركتها في أفريقيا. و أعتقد أنه من المؤكد أنه سيتم

أيضا تحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها اقتصاديا. وتحقيق بعض الأمن. 

والأمن الشامل في المنطقة كلها شرط مسبق، لتأسيس علاقات صلبة ومتينة .

المواقف السياسية بقدر ما هي معقدة للغاية. أنا متأكد من أن هذا الوضع الذي واجهناه في سوريا .

والقتال العنيف بين المجموعتين في السودان. أسفرت عن تركيز كبير للسياسة العالمية على المنطقة

بأكملها، ليس فقط على الشرق الأوسط، ولكن أيضًا على منطقة الساحل. مع العلم أنه فقط إذا كان من

الممكن تحقيق الاستقرار في المنطقة الكبرى. فهذا من شأنه أن يحقق الاستقرار لدول منفردة في

المنطقة

.

المواجهات بين الحوثيين وإسرائيل تندلع بين الحين والأخر..فكيف تري هذا الوضع؟

لقد تغيرت علاقات القوة في منطقة الشرق الأوسط في العام الماضي قليلاً.

إيران بالتأكيد خسرت. وخرجت قليلاً عن وضعها القوي الذي كانت عليه. فقد كان لها علاقات محددة

وقوية جداً مع حماس وحزب الله وأيضاً مع نظام الأسد في سوريا.

لكن تغير هذا الآن وبالتأكيد نواجه حالات جديدة من النفوذ الخارجي. ويبدو لي أن هناك أيضًا فرصة

جديدة أمام أمريكا لتعزيز نفوذها، وربما تكون موجودة.

وأيضا، وضع جديد بالنسبة للاتحاد الأوروبي، على الأقل أن يكون له بعض التأثير .

فلقد كان الاتحاد خارج اللعبة بشكل أو بآخر في السنوات الأخيرة، لكن من المؤكد أن الأمر سيعتمد فورًا

وبقوة شديدة على مسألة ما إذا كانت الحكومة السورية الجديدة ستتشكل أم لا. وهل ستكون قادرة على

تحقيق الاستقرار في البلاد، والتي ستكون إلى حد ما النقطة الرئيسية للاستقرار في المنطقة بأكملها. فإذا

كانت سوريا مستقرة، فيمكن للبنان أن يكتسب المزيد من الاستقرار.

ولا يمكنك التنبؤ بما سيفعله الرئيس ترامب. وما هي المبادرات التي سيتخذها في الأشهر المقبلة؟ ولكن

بالتأكيد هناك فرصة جديدة لتشكيل وضع جديد أكثر استقرارًا في المستقبل

.

السؤال الأخير حول الأوضاع الكارثية واللاإنسانية في السودان؟

في السودان، ما زلنا نواجه مشكلة لا تصدق. الوضع صعب جدا بسبب القتال العنيف بين البرهامي

وقائد قوات الإنقاذ السريع حاميتي,

فالمعارك العسكرية العنيفة. لم تتوقف بعد. وأدت إلي وضع صعب للغاية بالنسبة للسودانيين. فضلا

عن الصعوبات في الحياة اليومية، فليس هناك ما يكفي من الغذاء والدواء للشعب في جميع أنحاء البلاد.

فإحدى الكوارث الكبرى هي الكوارث الإنسانية التي نواجهها، ولا يسعنا إلا أن نأمل. أن سيكون

ترامب، قادراً على التأثير على الطرفين المتقاتلين لوقف القتال من أجل إيجاد بعض الترتيبات للمستقبل.

ولجلب المزيد من الاستقرار للسودان. بالطبع استقرار السودان سيؤثر على المنطقة، في إثيوبيا،و ليبيا،

و مصر أو دول أخرى، مثل دول القرن ومنطقة الساحل الأفريقي .

وبعد ذلك لا يسعنا إلا أن نأمل أن يكون ذلك ممكنًا، لتشكيل مواقف جديدة، وأعتقد بشكل إيجابي بأن

الأمر سيكون سهلاً. لإيجاد ترتيب للمستقبل. 

ولا يمكن للمجتمع العالمي أن يقف جانبا وينظر إلى ما يحدث. وهذا أمر كارثي للغاية بالنسبة للشعب

السوداني، ويتعين عليه أن يلجأ إلي كل الوسائل، لوضع حد للقتال وتحقيق الاستقرار في البلاد مرة

أخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
translation»