( تحليل)الخوف في الدول العربية: الهجمات الإسرائيلية: من التالي؟

عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي على إيران، كان هناك وابل من الانتقادات لإسرائيل من الدول العربية، ولكن وراءه كان هناك ارتياح في البداية من ضعف الجيش الإيراني.
ومع ذلك، في غضون ذلك، هناك خوف متزايد في الدول العربية من أن تصبح منطقتها ساحة معركة، خاصة إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، يتساءل العرب إلى أي مدى ستذهب إسرائيل في مهاجمة المنطقة.
بالنسبة لدول الخليج العربي، فإن الوضع الحالي هو سيناريو مروع”، كما يقول سيباستيان سونز، الخبير في منطقة الخليج في مركز كاربو للأبحاث ومقره بون.
اتبع العرب “مسار الحياد الاستراتيجي” في السنوات الأخيرة. وبينما أبرم بعضهم معاهدات سلام مع إسرائيل، بدأت المصالحة العربية الإيرانية أيضا.
وقد خدم ذلك هدف دول مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة المتمثل في انفتاح منطقتها اقتصاديا.
يمكن أن تهدد الحرب وجود بعض الدول العربية. على سبيل المثال، هاجمت إسرائيل منشآت الغاز الطبيعي الإيرانية في حقل بارس في الخليج العربي، والتي تشترك فيها إيران وقطر.
في العراق، تستعد الميليشيات القوية الموالية لإيران لمهاجمة القواعد الأمريكية. تعتمد مصر على عائدات الشحن التجاري عبر قناة السويس، والتي يمكن أن تنخفض بشكل حاد أو تفشل إذا انتشرت الحرب.
وتتأثر سوريا تحت حكومتها الجديدة بالفعل بالصراع لأن إسرائيل تهاجم الأراضي السورية لمنع تهديد محتمل من الجماعات الإسلامية.
السعوديون والإماراتيون ليسوا أصدقاء للإيرانيين: لذلك فإن العرب سعداء جدا لأن إيران وبرنامجها النووي ضعفوا بسبب الهجمات الإسرائيلية.
لكن في غضون ذلك، تثير حرب إسرائيل مخاوف جديدة بين العرب. وتدعو أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية الآن إلى إنهاء الهجمات على إيران ونزع السلاح النووي في المنطقة دون استثناء، في إشارة إلى برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
يقول سونز: “تظهر التصريحات التي تنتقد إسرائيل من قبل جميع دول الخليج أن إسرائيل ينظر إليها الآن على أنها معتدية أكثر من كونها شريكة”.
بالإضافة إلى ذلك، يخشى العرب من أن يؤدي التدخل الأمريكي إلى شن هجمات انتقامية إيرانية على قواعد أمريكية في دول مثل قطر أو البحرين. كما يهدد السياسيون الإيرانيون بغلق مضيق هرمز في الخليج العربي لمنع صادرات النفط من الدول العربية.
النمسا وعلي لسان وزيرة خارجيتها بيتا- ماينل- رازينجر لبرنامج: تسايت أم بيلد” المذاع علي القناة الثانية الرسمية، تعتبر أن النظام الإيراني حرم إسرائيل مرارا وتكرارا من حقها في الوجود وهو “في الوقت نفسه في طريقه إلى امتلاك قنبلة ذرية” – مؤكدة أن ذلك ليس في مصلحة النمسا.
وتري أن هناك مخرج دبلوماسي، من خلال المفاوضات والحل السياسي، مشيرة بذلك المفاوضات حول البرنامج النووي.
وتشدد الوزيرة علي الحاجة إلى اتفاق جديد “متغير” مع إيران، “مع مزيد من السيطرة من قبل وكالة الطاقة الذرية”.
ومن جانب أخر، لم تخف رايزنجر مخاوفها من أن تؤدي الحرب بين إيران وإسرائيل إلى “مصدر نار آخر للمنطقة بأسرها”. على عكس حرب روسيا ضد أوكرانيا.
الوزيرة لاتريد الاعتراف بعدم قانونية الهجمات التي بدأتها إسرائيل، فتهرب من الإجابة وتكتفي بعبارة أن عدم القانونية غير واضحة، معربة عن قناعتها في الوقت نفسه أن كلا الطرفين يخالف القانون الدولي، إلاأنها تؤكد علي حق إسرائيل في الوجود وضمان الأمن.