خبير عسكري نمساوي: بلادي في خطر وعلي أوروبا التحرك

حذر المؤرخ والمحلل العسكري النمساوي العقيد ماركوس رايزنر، من أن بلاده في خطر من الأوضاع الجيوسياسية ودعا إلى ضرورة تعزيز الدفاع، وطالب أوروبا بضرورة التحرك.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصل على صفقة المواد الخام مع أوكرانيا يوم الأربعاء – ويبدو أنه بالفعل يوم الجمعة يتخلى عن البلد الذي تعرضت للهجوم.
ولم تعد الولايات المتحدة تريد أن تكون وسيطا بين كييف وموسكو: ” الآن هذه مسألة بين الطرفين” ، كما تقول وزارة الخارجية الأمريكية حسبما ذكرت صحيفة” هويتا” النمساوية.
وأضاف أن الاضطرابات في النظام العالمي السابق هزت أخيرا بقية أوروبا. مشيرا إلي الحصول علي أسلحة ضخمة في كل مكان، وأشار إلي أن القوات المسلحة النمساوية أيضا يجب أن تسد الفجوات في قدرتها الدفاعية بسرعة بفضل عقود من التقشف.
نظرا لموقع النمسا في قلب أوروبا وكمركز لشبكات الكهرباء والغاز ، وحذر من أنها يمكن أن تصبح هدفا، متوقع هجوما علي أراضيها حسب تحذير قائد القوات البرية للقوات المسلحة النمساوية ، اللفتنانت جنرال مارتن دورفر، مؤخرا.
يرى المؤرخ والمحلل العسكري، الكولونيل ماركوس رايزنر في مقابلة صحفية أن النمسا مهددة في هذا الوضع الجيوسياسي الحالي.
واعتبر أن أوكرانيا ليست سوى ظاهرة صراع أكبر بكثير بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها، مشيرا إلي أن الأمر يتعلق بالفعل بإعادة تقسيم العالم.
ويرى أن الصين كواحدة من القوى الدافعة لحرب أوكرانيا، ستزود روسيا بآلات الإنتاج الضرورية للحرب، وليس لديها مصلحة في أن تبتعد الولايات المتحدة بسرعة عن هذا الصراع، لأنها بعد ذلك ستصبح هي نفسها محور تركيز ترامب.
وبالنسبة لأوروبا، أوضح أن هذا يعني أنها لابد أن تأخذ السياسة الأمنية بعين الاعتبار، مايوجب علي أوروبا أن تحرر نفسها بوضوح من الولايات المتحدة في استراتيجيتها الدفاعية – لكنها في نفس الوقت تحتاج أيضا إلى “علاقة صادقة” مع روسيا.
“لكن ما لا يجب أن يحدث هو أن روسيا – وبالتالي أيضا جنوب الكرة الأرضية – لديها شعور بأنها يمكن أن تفلت من العقاب على الهجوم على أوكرانيا”. لأنه بعد ذلك أظهر الغرب العجز و “يمكن للجميع أن يفعلوا ما يريدون”.
وينتقد المحلل المتمرس، الدعم المقيد لأوكرانيا من قبل الشركاء الأوروبيين.
في أوكرانيا ، “يتم تمزيق الناس إلى أشلاء ، وهم يموتون هناك. هذا أسوأ مما يتخيله” العقل.
ومع ذلك، فإن أوروبا لديها شعور بعدم الارتياح، يجب عليها القيام بشيء ما، دون أن تجبر نفسها على اتخاذ إجراءات فعالة.
ولا تزال هناك فجوات هائلة في قدرات قواتها المسلحة وكذلك حلف شمال الأطلسي. وهو مايفسر أن روسيا تأخذ الأمر على محمل الجد.
وشدد علي أهمية أن تكون الجيوش الأوروبية التي لا أسنان لها، جاهزة للدفاع مرة أخرى قبل حدوث حالة الطوارئ.
وأضاف أن هذا هو بالضبط ما يعرفه الكرملين. حيث تحاول روسيا بكل الوسائل تقويض مصداقية الديمقراطيات الغربية وتقسيم المجتمع من خلال الاستياء، إذ تعتبر أن توحيد أوروبا سيكون أسوأ شيء بالنسبة لموسكو.
وتابع رايزنر، أن الدعاية الروسية يمكن أن تطلق قوتها في المجتمعات الأوروبية لأنها بالكاد ستقدم أي مقاومة في ما يسمى بالفضاء المعلوماتي، كما يحذر من فوز الأحزاب الموالية لروسيا في الانتخابات الديمقراطية.
وأكد أن النمسا في خطر في ظل الحرب الهجينة. مشيرا إلي أن العديد من الأساليب المستخدمة تعود إلى زمن الاتحاد السوفيتي ولا تزال صالحة حتى اليوم.
وأوضح أن مراحل التصعيد الكلاسيكية من الحرب الهجينة إلى العمل العسكري الهجومي في أوكرانيا وبقية أوروبا تؤكد أن الانتقال من مرحلة الإحباط إلى زعزعة الاستقرار.
يتساءل رايزنر كيف يمكن للنمسا أن تمنع زعزعة الاستقرار؟ منوها إلي أن هناك سكان في النمسا موالون لروسيا ليسوا مستعدين للتنازل للدول الأخرى لأن لديهم آرائهم أيضا.
وأضاف أن استراتيجية الأمن، التي تنص بوضوح على أنه لا يمكن للنمسا ببساطة أن تنظر في الاتجاه الآخر عندما ينتهك القانون الدولي، خاصة أنها دولة محايدة لايمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي إذا تعرضت للهجوم.
وتابع ريزنر أنه من الصعب مناقشة الحياد من حيث المبدأ لأن الناس يتأثرون قليلا. مشيرا إلي أن ذلك لن يتغير إلا عندما يزداد القلق.
واختتم مشددا عي ضرورة الاستعداد لما هو أخطر وما هو الأكثر احتمالا.